كان إنفلونزا الطيور مرضًا يصيب الطيور في المقام الأول، ولكن في السنوات الأخيرة، أثارت قدرته على إصابة الثدييات، بما في ذلك القطط، مخاوف كبيرة. في أيسلندا، وهي بلد معروف بعزلته وحياته البرية الفريدة، يمثل ظهور إنفلونزا الطيور في القطط المنزلية والبرية تحديات جديدة لكل من الصحة العامة والمهنيين البيطريين.
تحدث إنفلونزا الطيور بسبب فيروس الإنفلونزا أ، الذي يصيب الطيور في المقام الأول. ومع ذلك، أظهرت سلالات معينة من هذا الفيروس القدرة على القفز الأنواع، وإصابة الثدييات مثل الخنازير والفقمات، وحتى البشر. في حالة أيسلندا، تم الإبلاغ عن تفشي إنفلونزا الطيور في مجموعات الطيور البرية بتواتر متزايد، مما يجعل خطر انتقالها إلى أنواع أخرى، بما في ذلك القطط، احتمالًا متزايدًا.
قد تكون القطط، وخاصة تلك التي تعيش بالقرب من المناطق التي تضم أعدادًا كبيرة من الطيور المهاجرة، أكثر عرضة للخطر. أيسلندا، كونها محطة رئيسية للطيور المهاجرة، هي موطن لمجموعة واسعة من أنواع الطيور التي يمكن أن تأوي الفيروس. قد تصاب القطط عن طريق استهلاك الطيور المصابة أو عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، مثل فضلات الطيور أو جثثها. علاوة على ذلك، فإن التفاعل الوثيق بين القطط المنزلية والبشر يثير مخاوف إضافية، حيث يمكن للقطط المصابة أن تعمل كوسطاء للفيروس، مما قد ينقله إلى البشر.
في حين أن الحالات البشرية من إنفلونزا الطيور نادرة، فإن احتمال تحور الفيروس إلى سلالة قادرة على الانتقال الفعال من إنسان إلى آخر هو مصدر قلق دائم للسلطات الصحية في جميع أنحاء العالم. واستجابة لهذا التهديد المحتمل، اتخذت أيسلندا خطوات استباقية لرصد ومكافحة إنفلونزا الطيور في كل من مجموعات الحيوانات البرية والمحلية. تم نصح الأطباء البيطريين باليقظة بحثًا عن علامات إنفلونزا الطيور في القطط، لا سيما في المناطق التي تم فيها الإبلاغ عن تفشي إنفلونزا الطيور في الطيور البرية.
قد تختلف أعراض إنفلونزا الطيور في القطط، لكنها عادة ما تشمل الضائقة التنفسية والحمى والخمول واضطرابات الجهاز الهضمي. في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى فشل الأعضاء والوفاة. يعد الكشف المبكر عن الحيوانات المصابة وعزلها أمرًا بالغ الأهمية لمنع المزيد من الانتشار.
نفذت السلطات الأيسلندية تدابير للحد من خطر انتقال إنفلونزا الطيور بين الأنواع، بما في ذلك فرض قيود على حركة الطيور وتوصيات لإبقاء القطط المنزلية في الداخل أثناء تفشي المرض. كما شددت حملات التوعية العامة على أهمية الإبلاغ عن الأمراض غير العادية في الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط، للأطباء البيطريين المحليين.
مع استمرار أيسلندا في مراقبة الوضع، فإن ظهور إنفلونزا الطيور في القطط بمثابة تذكير صارخ بالترابط بين الحياة البرية والحيوانات الأليفة وصحة الإنسان. ستكون المراقبة والبحث المستمرين أمرًا حيويًا في منع المزيد من الانتشار والتخفيف من المخاطر المرتبطة بهذا الفيروس الذي يحتمل أن يكون خطيرًا.
المصادر موجودة عند الطلب.