المحتوى متاح في: English (الإنجليزية)
من المعتاد تربية الدجاج في قطعان أو في أنظمةِ أقفاص مشتركة الإسكان وليس بمفردها. مع ذلك، إنه من المحتمل تحقيق بياناتِ إنتاجٍ أفضل وأكثر كفاءةً، ومع كمية فضلاتٍ أقل، إذا تم تغذية الطيور وفقًا لاحتياجاتها الفردية. بالتالي، يبدو أن الحلّ يكمن في التغذية المتقنة وهي ليست بشيءٍ من الخيال وفقاً للبروفِسور لورا ستار، فالعمل على حلولٍ عمليةٍ قيد التنفيذ لتحقيقها.
” علينا إعادة النظر في الأساليب التي نعتمدها لتغذية الدواجن “، تقول لورا ستار، بروفِسور في التغذية المتقنة وتربية الدواجن المستدامة في جامعة أريْس (Aeres) للعلوم التطبيقية في درونتين، وباحثة أولى في معهد شّوْتهورسْت للبحوث في مجال الأعلاف الحيوانية في ليليستاد، في هولّندا.
وتتابع قائلة: “ من المعتاد تربية الدواجن في قطعان ضمن أنظمة الإنتاج التجاري المعاصرة، وليس بشكل فردي. وبالتالي، تتم تغذية الدجاج وفقاً لهذا النظام التقليدي. لدى جميع الطيور إمكانية الوصول إلى مصدر الغذاء ذاته، من خلال أنظمة التوزيع مثل الأحزمة الناقلة أو أطباق العلف. لكن كل طائرٍ يختلف عن الآخر، وبالتالي الأسلوب المثالي للتغذية هو تقديم للطيور حصصًا مناسبة لحاجاتها الفردية. والهدف من ذلك هو جعل عملية إمتصاص العناصر الغذائية فعّالةً بأكبر قدر ممكن. إنّها ليست مجرد مسألة استخدام مكونات العلف بشكلٍ فعّال وبالتالي توفير النفقات، بل الأهم من ذلك هو التقليل من إفرازات النترات والفوسفور. في النهاية، هذه المواد تفرض ضريبةً باهظة على البيئة، مّما يشكّل مسألةً مهمّة بالفعل ولا سيما في مناطق مكتظة بالسكان “.
اعتماد أسلوب التفرقة في التغذية
وتقول لورا: ” إن أنظمة التغذية بالتفرقة معتمدة بالفعل حالياً. أنظروا، على سبيل المثال، إلى قطعان الدجاج البياض التّي يتمّ إطعامها حصصاً مختلفة في الصباح وفي المساء. وحتّى هذا الأسلوب يعتمد في أصله على تقديم التركيبة الغذائية ذاتها للقطيع بكامله، بدلاً من الاعتماد على احتياجات الطيور الفردية “.
” مثال جيد آخر هو التفصيل في عملية التغذية بين الذكور والإناث في مزارع الأمهات. ببساطة، يختلف الذكور تمامًا عن الإناث، وليس من الصعب إطعامها بشكل منفصل نظرًا للاختلاف في الحجم بين الأثنين. عادةً ما يُستخدم لهذا الهدف جهاز تغذية بالسلسلة الناقلة، يشتمل على أداةٍ على نسق شبكة أو أنبوب يُركّب فوق أخدود العلف لإطعام الإناث فقط ومنع الذكور من الوصول إليه. لأنّ الذكور هم الأكبر حجمًا، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى أجهزة التغذية سوى أوعية العلف العامة الموضوعة في الأعلى “.
” لنعود إلى تغذية الدجاج البياض. لقد قامت شركة هندريكس جينيتيكس (Hendrix Genetics) بتحديد كمية العلف الفردية التي يتناولها الدجاج البياض في القطيع. وقد تبيّن من النتائج أن كميّة العلف المتناولة تختلف على نطاق واسع بين الأفراد. في المتوسط، بلغت كمية العلف المتناول 106 غراماً للطائر في اليوم، مع تباين في الكمية يتراوح من 50 إلى 140 غراماً. بالتالي، في حال أعتماد اسلوب التغذية المتقنة، قد يستفيد الطائر الذي يتّصف بمعدّلِ متناولٍ يومي ضئيل من العلف يتّصف بكثافة أكبر ومستوى مواد غذائية أعلى؛ بينما الطيور السمينة فتنال حصةً ذات مستوى مواد غذائية أقل، وطبعاً مع شرط مسبق بأنّ الانخفاض في مستوى المواد الغذائية في العلف لن ينعكس سلباً على إنتاج البيض “.
أسلوب التغذية على نمط المقصف (البوفيه)
إنّ مدى إمكانية التطبيق العملي لكلّ ذلك، فهو سؤال آخر. لكن الفكرة واضحة: لكل طائر حصّة علف بحسب حاجاته. ربمّا يكون أحد الأساليب المتاحة هو توافر مصادر متنوّعة من العلف داخل البيت، مما يسمح للطيور بإختيار العلف الذي يناسبها. من المناسب هنا مقارنة الأمر بمقصفٍ أو بوفيه في المطعم، حيث يمكن للمرء إختيار الطعام المفضل لديه.
أسلوب محتمل آخر يمكن إتّباعه في ظروف السكن المشترك هو إطعام الطيور بشكل فردي. لقد أوضح البحث الذي أجراه الدكتور مارتن زويدهوف في جامعة ألبرتا في كندا، والذي استخدم فيه أمهات التسمين الناشئة، أنّ تحقيق نسبةٍ عالية من التماثل في الطيور أمرٌ ممكن. لقد قام زويدهوف بإنشاء أسلوبٍ للتغذية، استخدمه أثناء فترة التربية، بحيث تُزوَّد كل دجاجة ناشئة برقاقةٍ إلكترونية يتم التعرّف عليها من قبل نظام التغذية الإلكتروني؛ وبمجرّد دخولها إلى محطة التغذية المتقنة، تحصل الدجاجة على الكمية التي تحتاجها من العلف. بالتالي، يمكننا الوصول إلى نسبةٍ من التماثل في القطيع تبلغ 97-98 في المائة. وبهذه الطريقة، يصبح من الممكن تغذية قطيعٍ متماثلٍ خلال فترة الإنتاج. من ناحيةٍ أخرى، هناك نسبةٌ من التساؤل حول مدى ‘طبيعية’ هذا الأسلوب في “تكوين” طيورٍ من ذات الحجم في قطيعٍ واحدٍ. ففي النهاية، هناك تباين في حجم وشكل الأفراد في كل مجموعة حيوانية وفي كلّ نوعٍ من الحيوان.
أمّا في قطعان دجاج التسمين، تصبح عملية الإطعام الفردي أكثر تعقيداً. في نهاية الأمر، فإنّ حياة هذه الطيور قصيرةٌ جدًا. قد يكون أحد الإحتمالات هو مراقبة عددٍ من الطيور الفردية ومن ثمّ، بناءً على متوسط هذه النتائج، تحديد حصةٍ مناسبة من العلف تُقدّم لمجمل القطيع. وقد تكون فكرةٌ أخرى هي توفير أنواع مختلفة من الأعلاف، كما هو الحال مع تربية الدجاج البياض في ظروف السكن المشترك. “
بشكل عام، العديد من الأسئلة حول موضوع التغذية المتقنة في الدواجن لا تزال مفتوحةٌ للنقاش. مع ذلك، ستواصل لورا ستار مع فريقها الطريق تدريجيًا نحو تطوير أنظمة جائزة التطبيق عمليًا في النهاية. فيبقى تحسين كفاءة التغذية في الدواجن هو الهدف.