المحتوى متاح في: English (الإنجليزية)
تواجه صناعة الدواجن العالمية فترةَ إضطرابات. السبب الرئيسي هو جائحة الكوفيد-19، ولكن أيضاً هناك أسعار الصرف الأجنبي وحمى الخنازير الأفريقية (ASF) في آسيا، والتي تؤثر بقوّة على الإنتاج العالمي والتجارة العالمية. ويكمن التحدّي، وفقاً لـ نان ديرك مولدر من رابوبنك (Rabobank)، في ضبط توازن الإنتاج داخل هذه الأسواق المتقلّبة.
بقلم أد بال
” نحن نواجه تقلّباتٍ لا مثيل لها في تجارة الدواجن عبر العالم “، يقول نان ديرك مولدر، كبير المتخصصين في البروتين الحيواني العالمي في رابوبَنك. هنا، يشير مولدر إلى التقرير الفصلي الرابع لرابوبَنك في مجال الدواجن والذي قد تم إصداره مؤخرًا.
ويتابع قائلاً: ” السبب البارز، من دون شكّ، هي جائحة الكوفيد-19 التي تهاجم المجتمع الدولي بقوّة. يؤثر هذا بشكلٍ ملحوظ على الأسواق الاستهلاكية نتيجة القيود المفروضة على حركة الأشخاص مثل عمليات الإغلاق التام. يؤثر كلّ هذا بشكلٍ كبير على استهلاك الدواجن “الخارجي”. علاوة على ذلك، لقد وقعت الاقتصاديات عبر العالم في حالةٍ من ركودٍ عميق ما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين. قد تؤدي موجات كوفيد-19 الحالية والجديدة المحتملة إلى أسواق متقلّبة أكثر ومُدَارة بالأسعار بنسبةٍ أكبر. ولكن، هذا أمرٌ يستحيل التنبؤ به. فمنذ فترة وجيزة فقط، إنخفضت الأسعار بنسبة تصل إلى 9٪، ومن بعده بوقت قصير أرتفعت مجدّداً بنسبة 3 إلى 4٪. إنّ الموجات الجديدة تملك القدرة على رجرجة ظروف السوق مرةً أخرى “.
” وليس هذا السبب الوحيد، فهناك تأثيرٌ هامّ لتفشّي حمى الخنازير الأفريقية في آسيا ولأسعار صرف العملات الأجنبية على سوق العالمي للدواجن. بصرف النظر عن ” الأسواق الرطبة ” التقليدية الموجودة في معظم الأسواق العالمية، هناك أيضاً انتقال ملحوظ من سوق الخدمات الغذائية / المطاعم تجاه أسواق البيع بالتجزئة. فالمستهلكون، في نهاية الأمر، بالكاد يخرجون لتناول العشاء في المطاعم أو لا يخرجون أبداً. في الإتحاد الأوروبي وحده تراجع معدّل المبيعات إلى أسواق الخدمات الغذائية بنحو 50 بالمائة. ولقد شهدنا انخفاضات مماثلة في أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة والصين. كذلك، إنّ انهيار السياحة في جميع أنحاء العالم في الأشهر الماضية أثّر بشكلٍ كبير على قطاع الخدمات الغذائية “.
استراتيجية الإمدادات المحدودة
” انخفض إجمالي إستهلاك الدجاج في الاتحاد الأوروبي بنحو 5 في المائة، والمخازن الباردة مختزنةٌ بالكامل. بالتالي، يجب القيام بتعديل عمليّات تنسيب الصيصان بشكل دائم. إنّها ممارسة شائعة بالتأكيد، ولكن تزداد أهميّتها اليوم وبخاصةٍ بسبب كوفيد-19. في ظروف سوق متقلب ومُدار بالأسعار، تصبح استراتيجية الإمدادات المحدودة مهمّةً للحفاظ على توازن الأسواق. من دون شكّ، سيستمرّ الوضع هكذا طالما استمرت حالة الوباء “.
” إنّ العديد من منتجات الدواجن في نطاق الخدمات الغذائية تأتي من الدواجن المستوردة. وبالتالي، فإن الضرر الآتي نتيجة هذا الوضع أكبر بكثير بالنسبة للبلدان المصدّرة مقارنةً مع البلدان ذات معدلَ الإكتفاء الذاتي المرتفع “، يقول مولدر.
” علاوة على ذلك، فإنّ جائحة حمى الخنازير الأفريقية التي بدأت في الصين أيضاً شاركت في تغيير مسرح التجارة العالمية. عانت وما زالت تعاني بشدّة من آثار الـ ASF بصورةٍ خاصة الصين والفيتنام والفلبين. تتّصف هذه البلدان بتقاليد المائدة ذات علاقة متينة بلحوم الخنزير. وبسبب إعدام الجزء الأكبر من قطيع الخنازير فيها، بدأت هذه البلدان بإستيراد لحوم الخنزير. لقد خلق هذا الوضع فرصًا إضافية للدول المصدرة لهذه الأنواع من اللحوم، مثل الاتحاد الأوروبي، حتّى أنّه يتم شحن الذبائح كاملةً إلى الصين لتلبية الطلب على لحم الخنزير في البلاد “.
الدواجن كَبَديل
” من ناحية أخرى، تُعتبر الدواجن بديلاً جيدًا للحم الخنزير،” يقول مولدر. ” هنا أيضاً تمثّل الصين السوق الأكبر حتماً. لقد أدى ذلك إلى فتحِ سوقٍ تعويضيٍّ للدول الرئيسية المصدرة للدواجن مثل الولايات المتحدة والبرازيل و”المنافسة الجديدة” روسيا! حاليًا، تُشحن الدواجن من روسيا إلى الصين حتّى على شكل بضائع مبرّدة مشحونة بالقطارات “.
” في الوقت نفسه، تعمل الصين على توسيع إنتاجها المحلي للدواجن. هذا العام، سيتمّ تحقيق زيادة متوقعة بنسبة 12 في المائة، وفي ذلك الحين تكون قطعان الخنازير قد بدأت بالتجدّد “.
يتوقع مولدر أن يتعافى قطاع الخنازير من جائحة الـ ASF في حوالي 4 إلى 5 سنوات، ولا يعتقد أن رغبات المستهلكين قد تحوّلت من لحم الخنزير تجاه اللحوم البيضاء مثل لحم الدواجن بشكلٍ دائم. بالنتيجة، من المتوقع أن يصبح العرض على الدواجن مفرطاً في الصين في السنوات القادمة.
ويخلص نان ديرك مولدر قائلاً: ” في النهاية، سيؤثر هذا بشكل كبير على التجارة العالمية في كل من لحوم الخنازير والدواجن. يتمثل التّحدي الرئيسي للمنتجين في ظروف السوق المتقلّبة في تحقيق التوازن بين العرض والطلب. ولقد أظهرت تجاربنا هذه السنة حتّى الآن مدى صعوبة ذلك. “