المحتوى متاح في: English (الإنجليزية)
يعد لحم الدجاج نوع البروتين الأكثر استهلاكًا في الولايات المتحدة. ووفقًا للمجلس الوطني للدجاج (National Chicken Council)، لقد أنتجت الولايات المتحدة أكثر من 9.2 مليار من طيور دجاج التسمين في عام 2019، بينما أنفق المستهلكون أكثر من 95 مليار دولار على منتجات الدواجن.
إنّ تربية هذا العدد من دجاج التسمين وتنميتها يتطلّب وجود كمية هائلة من الفرشة، وبالتالي فإن إعادة استخدامها يمكن أن يوفر قدرًا لا بأس به من تكلفة التشغيل. مع ذلك، يجب التذكّر بأن هذه الممارسة قد تأتي معها مخاوف متعدّدة المتعلقة بالصحة وبسلامة الغذاء.
من المثير للاهتمام أنّ هناك دراسة جديدة قد اقترحت بأن تلك البيئات التي يتم فيها إعادة استخدام فرش الدواجن قد تتصف في الواقع بردع نمو مسببات الأمراض، كالسالمونيلا على سبيل المثال.
أديلومولا أولاديندي، المؤلف المشارك للدراسة المذكورة، قال ما يلي: ” عندما تقرأ أو تسمع بأنه يتم إعادة استخدام فرش دجاج التسمين لتربية قطعان متعددة من الدجاج، فإن رد الفعل المعتاد عليه هو أن الأمر لا بد من أن يكون مضرًّا بسلامة الغذاء، ” وأفاد بأنّ دراستهم قد أظهرت في الواقع أنّ الأمر عكس ذلك تمامًا.
إنّ أولاديندي يعمل كباحث في المركز الوطني لأبحاث الدواجن التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في مدينة أثينا بولاية جورجيا. ولقد اكتشف أولاديندي وزملاؤه أنّ البكتيريا ‘الجيدة‘ الموجودة في فرش الدجاج المستعملة قادرة على صدّ نمو السالمونيلا.
” قد يبدو من الجدير القيام باستثمار الوقت والموارد في سبيل تشخيص البكتيريا الموجودة في الفرشة المعاد استخدامها، ” يقول أولاديندي. ” فيمكننا القيام بتطوير تلك الواعدة منها إلى ميكروبات مفيدة لأجل تحسين صحة أمعاء الدجاج. “
كذلك قامت الدراسة باستكشاف الخصائص الأساسية للفرشة، كمحتوى الرطوبة ومستويات الأمونيا فيها، إذ بإمكانها التأثير على ميكروبيوم الفرشة أي: مزيج البكتيريا، والفطريات، والفيروسات الموجودة في الفرشة.
” توفّر النتائج التي توصلنا إليها معلومات جديدة حول العلاقة الموجودة بين البيئة المادية والميكروبيوم في الفرش المستخدم لدجاج التسمين، ” يقول أولاديندي. ” قد تساهم تلك الأساليب الإدارية التي تأخذ بعين الإعتبار كلا هذين العاملين بتقليل السالمونيلا في الدجاج. “
ولا ينبغي التقليل من أهمّية الدور الذي يلعبه فرش الدجاج فيما يتعلق بصحة دجاج التسمين. فعند وصولها إلى المزرعة ، تبدأ صيصان دجاج التسمين بنقر الفرشة والحفر فيها، ما يتوافق مع سلوكها الطبيعي. إنّ سلوك نقر الفرشة كذلك يظهربشكلٍ بارز قبل وقوع التغذية الأولى للصيصان، وقد ينتهي الأمر بأنّ الميكروبيوم الموجود داخل الفرشة يشكّل ‘المستوطنين الأوائل‘ في أمعاء الصيصان.
” تلعب هذه الميكروبات الأولى دورًا رئيسيًا في تحديد صحة الأمعاء، ” يقول أولاديندي. ” لذلك، فإنّ تحديد ماهية الميكروبيوم النافع للفرشة يُعد بأمرٍ حاسم. “
قام الباحثون بقياس خصائص عينات الفرشة المعاد استخدامها التي تمّ استخدامها في تجربتهم في المختبر، وقاموا بإضافة السالمونيلا إلى كل واحدة منها. وتمّ بعد ذلك إجراء اختبارات على العينات لمعرفة مستويات السالمونيلا والبكتيريا الأخرى فيها، وكذلك خصائصها الفيزيائية.
وفي غضون أسبوعين من وقت إضافة السالمونيلا، أظهرت معظم العينات ميكروبيومات متوقّعة. ويبدو أن بعض الميكروبات، مثل بكتيريا الـ Nocardiopsis، قد قلّلت من نمو السالمونيلا.
وفقًا لأولاديندي، كان ذلك من ضمن المتوقّع به إذ من المعروف أنّ بعض أنواع البكتيريا من جنس الـ Nocardiopsis تنتج سمومًا ومضادات حيوية، وربّما تكون هي المسؤولة عن إبقاء مستويات السالمونيلا منخفضةً في عينات الفرشة.
مع ذلك، من البديهي القول أن فترة التوقّف عن استعمال الفرشة، وهي فترة الانتظار المخصصة قبل إعادة استخدام الفرشة، يجب أن تشكّل نقطة اعتبار في المسألة.
” بالنسبة للمزارعين، سيؤدي تقصير فترة التوقّف عن استعمال الفرشة إلى تربية طيور أكثر خلال العام،” يقول أولاديندي. “مع ذلك، لا نعرف سوى القليل عن كيفية تأثير فترة التوقّف هذه على ميكروبيوم الفرشة، وقد أظهرنا بأن الفرشة المعاد استخدامها، بعد مرور فترة التوقّف عن استعمال تساوي أسبوعين، كانت تحتوي على ميكروبيوم ممانع للسالمونيلا. “
يهدف أولاديندي إلى تكرار هذه الإختبارات على فرش من مصادر مختلفة، كما يريد اختبار سلالات متعدّدة من السالمونيلا. ” سوف تخبرنا هذه الدراسات عن الآليات الكامنة وراء إعادة استخدام الفرشة وتقليل السالمونيلا “، يقول أولاديندي.
المصدر: https://www.sciencecodex.com/reusing-chicken-litter-shows-benefits-649179