في الأسابيع الأخيرة، رفعت العديد من الدول الأوروبية مستويات التأهب لإنفلونزا الطيور، بسبب زيادة الحالات بين الدواجن والطيور البرية. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تستجيب فيه الوكالات الصحية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا العظمى للوضع المتطور مع عدوى إنفلونزا الطيور شديد الإمراض.
رد فرنسا
رفعت فرنسا مستوى التأهب إلى “معتدل” في جميع أنحاء البر الرئيسي اعتبارًا من 16 أكتوبر 2024. وبررت وزارة الزراعة الفرنسية هذا القرار بناءً على ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض في كل من الطيور البرية والدواجن. يتم تحديد الطيور المهاجرة باعتبارها الناقل الرئيسي لإدخال الفيروس إلى مزارع الدواجن. هذا الخريف، أكدت فرنسا بالفعل خمس حالات تفشي لمرض إنفلونزا الطيور شديد الإمراض في الدواجن، مع اكتشاف أحدث الحالات قبل أيام فقط.
التدابير التي اتخذتها ألمانيا
كما رفعت ألمانيا مستوى تأهبها لإنفلونزا الطيور، مدفوعة بالوصول الموسمي للطيور المهاجرة المصابة المحتملة ودرجات الحرارة المنخفضة التي تفضل بقاء الفيروس. سلط معهد فريدريش لوفلر، المختبر المرجعي البيطري الوطني في ألمانيا، الضوء على أهمية هذا الإجراء مع تقدم الخريف. شهدت البلاد انتشارًا تدريجيًا لحالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض في الطيور البرية، مما دفع إلى الحاجة إلى زيادة اليقظة.
الحالة في المملكة المتحدة
في المملكة المتحدة، أبلغت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (DEFRA) عن زيادة مطردة في حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض بين الطيور البرية. تستمر الطيور المهاجرة الأوراسية، وخاصة الطيور المائية، في الوصول إلى المملكة المتحدة بعد المرور عبر المناطق التي تم الإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض فيها. تقوم DEFRA الآن بتقييم خطر توغل فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض في الطيور البرية على أنه معتدل، مع احتمال حدوثه بشكل منتظم في الأشهر المقبلة. يختلف الخطر على الدواجن، حيث يكون منخفضًا جدًا بالنسبة للمزارع ذات تدابير الأمن الحيوي الصارمة ومنخفضًا بالنسبة لأولئك الذين لديهم نظافة دون المستوى الأمثل.
السياق الأوروبي الأوسع
بالإضافة إلى هذه البلدان الثلاثة، تتصارع دول أوروبية أخرى أيضًا مع تفشي فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض. أبلغت هنغاريا عن أكبر عدد من حالات تفشي المرض في الأسابيع الثلاثة الماضية، مع عشر حالات في المقام الأول في قطعان البط التجارية. أكدت إيطاليا أول حالات الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض هذا الموسم في 1 أكتوبر، مما أثر على مزارع الدواجن في فينيتو وإميليا رومانيا ولومباردي. شهدت بولندا أيضًا ثلاث فاشيات مرتبطة بنفس متغير الفيروس منذ بداية أكتوبر.
الآثار المترتبة على صحة الإنسان
تؤكد الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) أن الإصابات البشرية نادرة ولم يلاحظ أي انتقال من إنسان إلى آخر. ومع ذلك، يُنصح الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق بالطيور المصابة أو البيئات الملوثة باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
في الختام، تعكس مستويات التأهب المتزايدة في جميع أنحاء أوروبا نهجًا استباقيًا لإدارة مخاطر إنفلونزا الطيور. تهدف الدول الأوروبية، من خلال تعزيز تدابير الترصد والأمن الحيوي، إلى التخفيف من تأثير هذا الفيروس على كل من الدواجن والصحة العامة.
المصادر موجودة عند الطلب.