السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في المقالة الآتية سنحاول الإجابة على سؤال قد طرحه أحد الأطباء، وهو: لماذا قد يؤدي لقاح الـ ND، عند إعطائه عن طريق الرش، الى ردّة فعل عنيفة لدى الطائر في بعض الأحيان؟
منذ عدة سنوات تم السيطرة على مرض الـ ND من خلال التلقيح بلقاحات حية مضعفة (live attenuated)، والتي تم تصنيعها وتطويرها من جينات الفيروس ذات علاقة بالتوجّه الرئوي للمرض والمنتسبة إلى العترة الضعيفة (pneumotropic lentogenic)، والتي تشمل السلالات B1 وLasota.
لقد أثبتت هذه اللقاحات أهميتها في الحدّ من أو السيطرة على هذا المرض ولكن بشرط أن تُّعطى وتُستخدم بصورة صحيحة ووفقاً لآليات محدّدة ومعروفة، ومع إعتماد فحوصات مختبرية لتحديد الـ MDA (maternally derived antibodies أي الأجسام المضادة المشتقة من الأم) وكذلك العيارات الحجمية (titers) إذا تم إستخدم لقاح الـ booster (الجرعة المعزّزة). ولا يجب أن ننسى أنه كما هناك لهذا اللقاح من مزايا، له عيوب أيضاً، لأنه قد يتسبّب بردّة فعل أو عائق (drawback)، وخصوصاً عند إستخدام هذه اللقاحات كتلقيح أولي في أعمار مبكرة (primary vaccination). تعود هذه ردود الفعل إلى سببين:
1- إن هذه اللقاحات يكون باقي فيها إمراضية (residual pathogenicity)، طبعاً حسب الـICPI (Intracerebral Pathogencity index أي مؤشر القدرة الإمراضية الضِمْمُخّيّة)، بحيث تبلغ قيمة المؤشر للـ B1 تقريباً 0,2 وكذلك تبلغ قيمة المؤشر 0,44 لـ Lasota.
2- تعتبر هذه السلالات اللقاحية وإعتمادها على الإنتحاء التنفّسي (respiratory tropism)، والتي يكون تكرار تلك الفيروسات بشكل كامل في الغشاء المخاطيّ (mucosa) وخصوصاً في مناطق البلعوم (pharynx) والرّغامَى (trachea) وسوف يسبب هذا التكاثر علامات تنفسية لدى الصيصان في أعمار مبكرة والتي تعتمد في قوتها على عوامل مهمّة مثل حالة الطائر الصحية، وّجود التهوية الجيدة وعلى الإجهاد الحراري أو إنخفاض الحرارة وعلى كمية الأمونيا في القاعة إذا كانت كثيرة.
كل هذه الأمور إذا إجتمعت سوف تؤدي الى ردّة فعل وظهور علامات تنفسية!!
يمكن كذلك أن تحدث ردّة فعل قوية للّقاح إذا وصل اللقاح الى الممرات التنفسية العميقة (deep respiratory pathways) مثل الرئة (lung) والقصبات الثانوية (secondary bronchi)، وذلك بسبب التقنية غير الصحيحة للّقاح، وذلك بإستخدام مرشات عادية، والضغط غير الصحيح، وتيارات هوائية متذبذبة، وإدارة غير الجيّدة، ولذلك سوف تكون ردّة فعل للّقاح المُستخدم قوية جداً على الطائر وسوف ينعكس إستخدامها بشكل سلبي على صحة القطيع. هذا بدوره سوف ينعكس على بكتيريا مثل الإشريكية القولونية (E. coli) والمفطورة (Mycoplasma) والتي سوف تستغل ردّة الفعل بعد التلقيح وتنشط وسوف تعقّد المسألة وتحدث عدوى بكتيرية ثانوية، وبالتالي لن نستطيع السيطرة على هذه الأمراض التنفسية حتى ولو إستُخدمت العلاجات الصحيحة لتلك الحالات، نتيجة ضراوة الفيروس وإنخفاض المناعة والإصابة البكتيرية.
التوصيات
1- عدم إستخدام سلالات Lasota المرشوشة في أعمار مبكرة.
2- إستخدام مرشّات خاصة وإختيار حجم القطرة المثلى لعمر القطيع.
3- الإهتمام بعدد الصيصان الموجود في المتر المربّع الواحد وتجنّب الإزدحام.
4- إطفاء الساحبات وتقليل الإنارة أثناء الرشّ.
5- الحفاظ على بقاء الفرشة جافةً وعدم وجود أمونيا عالية أثناء الرشّ.
6- إنتقاء درجة حرارة الصحيحة لعمر الصيصان، بحسب دليل الشركة.
7- عدم رشّ القطيع إطلاقاً عند وجود مشاكل تنفسية.
8- الإعتماد بصورة صحيحة على الفحوصات المختبرية قبل التلقيح.
9- الإعتماد على حجم التحدي في المنطقة والحقول المراد تلقيحها.
10- يُمنع إستخدام لقاح الرشّ عند وجود أكثر من عمر ولمسافات قريبة.
11- يجب أن يكون الملقّح متمرّساً.
12- يجب أن يكون حفظ اللقاح جيّداً وطريقة تحضيره جيّدة.
13- عدم إزعاج الطيور أثناء التلقيح.
14- يُمنع إستخدام أي تعقيمات أثناء تحضير اللقاح أو أثناء التلقيح.
الحمد لله كثيراً على ما نعلمه وعلى ما لا نعلمه.