بعد أن عانى سوق البيض الروسي من نقص حاد في البيض في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، يواجه الآن تحديًا جديدًا وغير متوقع: زيادة العرض. يعاني المزارعون، الذين رفعوا الإنتاج استجابة لارتفاع الأسعار والضغوط الحكومية، الآن من فائض المخزون وانخفاض الأسعار.
من النقص إلى الفائض
بدأت الأزمة بارتفاع كبير بنسبة 40% في أسعار البيض في أواخر عام 2023، مدفوعًا بمزيج من تفشي إنفلونزا الطيور، وارتفاع تكاليف الأعلاف، وتعطيل سلاسل التوريد بسبب العقوبات الغربية. رداً على ذلك، نفذت الحكومة الروسية تدابير طارئة، بما في ذلك رفع رسوم الاستيراد والحصول على البيض من دول مثل أذربيجان وتركيا.
شجعت هذه التدخلات، مع تخفيف النقص مؤقتًا، المنتجين على توسيع عملياتهم. ومع ذلك، لم يواكب الطلب زيادة العرض، مما أدى إلى وفرة في السوق بحلول منتصف عام 2025.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
كشفت أزمة البيض عن نقاط ضعف أعمق في القطاع الزراعي الروسي. وبمجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي تقريبًا، تجد البلاد نفسها الآن تعتمد على الواردات وتكافح مع تقلبات الإنتاج المحلي. كما تسبب العرض الزائد في ضغوط مالية على مزارعي الدواجن، الذين حصل العديد منهم على قروض لتوسيع طاقتهم خلال النقص.
من الناحية السياسية، أثارت الأزمة الاضطرابات. في عام 2023، نجا رئيس مزرعة دواجن كبيرة من محاولة اغتيال وسط مزاعم بالتلاعب بالأسعار. ومنذ ذلك الحين، بدأت الخدمة الفيدرالية لمكافحة الاحتكار تحقيقات مع العديد من المنتجين، مما زاد من زعزعة استقرار القطاع.
ما الذي ينتظرنا؟
ويحذر الخبراء من أنه ما لم تتدخل الحكومة مرة أخرى – هذه المرة لإدارة العرض الزائد – يمكن أن تشهد روسيا موجة من حالات الإفلاس بين منتجي البيض الصغار والمتوسطين. يقترح بعض المحللين تنفيذ احتياطيات استراتيجية أو حوافز تصدير لتحقيق الاستقرار في السوق.
وفي الوقت نفسه، تؤكد الأزمة على الحاجة إلى إصلاحات طويلة الأجل في أنظمة إنتاج الغذاء في روسيا. يُنظر إلى تنويع مصادر الأعلاف والاستثمار في الوقاية من الأمراض وتحسين مرونة سلسلة التوريد على أنها خطوات حاسمة لتجنب الاضطرابات المستقبلية.
الخاتمة
سوق البيض في روسيا، الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للاكتفاء الذاتي الزراعي، هو الآن دراسة حالة حول مدى سرعة تفكك الأمن الغذائي. وبينما تمر البلاد بهذه المرحلة الجديدة من الأزمة، سيكون التوازن بين قوى السوق وتدخل الدولة حاسماً في تحديد مستقبل القطاع.
المصادر موجودة عند الطلب.