Site icon aviNews، مجلّة الدواجن العالمية

” كلّ زمن يتطلب رؤى جديدة “

Escrito por: أد بال

المحتوى متاح في: English (الإنجليزية)

” كلّ زمن يتطلب رؤى جديدة ” : مقابلة مع روود زانْدِرس من مزارع “كيبستر”

 

في البحثِ عن مناهجٍ جديدة ومستدامة في مجال تربية الدجاج البياض، لا بدّ من مواجهة ارتيابات. ولكن يقول روود زانْدِرس: ” مع ذلك، يجب أن تمتلك الشجاعة لتبدأ من هنا أو من هناك “. وبالفعل عملَ كذلك. لقد أثبتت مزارع “كيبستر” (Kipster) لإنتاج البيض التابعة له في هولندا نجاحها. ومن المتوقع إتسّاع إضافي في الأعمال قريبًا، كذلك خارج هولندا.

بقلم أد بال

وفقاً لروود زانْدِرس: ” إنّ تربية الدواجن على نطاق واسع ليست، بحكم التعريف، الوسيلة الفضلى لإطعام سكان العالم. لا، بل على عكس ذلك! “. يعود روود رئيساً تنفيذياً ومالكاً، بجانب شركائه المؤسسين، في شركة “كيبستر” في هولندا: منهج ثوري متطوّر في تربية الدجاج البيّاض. يوجد هناك ثلاث مزارع كيبستر سارية المفعول حالياً، ويُربى فيها حوالي 67000 طائرٍ من فصيلة ديكالب البيضاء.

” إنّ هدفنا هو أن نبرهن للعالم أنّ إنتاج الدواجن والبيض أيضاً ممكن ضمن عمليات صغيرةُ الحجمِ، ولكن بطريقةٍ مستدامةٍ ومع ذلك طريقةٍ مربحة وفعّالة. إلّا أنّ أسلوبنا يختلف عن الأساليب الشائعة والمعتمدة حالياً. لقد توصلت إلى هذه الفكرة قبل بضع سنوات عندما قام عددٌ من مزارعي الدواجن من البلدان الأفريقية بزيارة هولندا. وكان هدفهم التعلّم من هولندا كونها دولةٌ ذات مقامٍ عالٍ في مجال إنتاج الدواجن.

لقد أخذتهم في جولةٍ حول عدد من المزارع، وإلى مصنع الأعلاف ومصنع المعالجة وما إلى ذلك. وأخبرتهم كيف تمكّن المزارعون الهولنديون من الوصول إلى نمطٍ عالٍ من الفعّالية في الإنتاج، بحيث يربّون قطعانهم على أعلافٍ عالية الطاقة ومصنوعة في الغالب من حبوبٍ مستوردة. وقد أدهشتهم عندما سمعوا أن تلك الحبوب القيّمة يتم إطعامها للدجاج، فقالوا لي: ” إذا تسنّى لنا الحصول على الحبوب فنأكلها بأنفسنا، بدلاً من إطعامها للدجاج “. في تلك اللّحظة، تفَتَّحَتْ أعيُني بالفعل. فإنّني شاركت في تربية الدواجن على نطاقٍ واسعٍ بنفسي، وقد فشل ذلك وبالتالي كنت أعلم، من خلال تجربتي الخاصة، عن الجانب السلبي لهذا النوع من الإنتاج. فعلاً، لقد أحدثت تعليقات الأفارقة تغيّيراً في نمط تفكيري”.

البداية من الصفر

كان ذلك، إلى حدٍ ما، الأساس الفكري لتأسيس كيبستر. ” وبالتالي بدأنا، أنا وشركائي المساهمون الثلاثة، من الصفر بالفعل “، يتابع روود. ” بكلّ ما للكلمة من معنى، بدأنا مع ورقة فارغة غير مكتوب عليها. كان هدفنا تأسيس عملٍ جديدٍ يتّصف بالتركيزٍ الكاملٍ على الرفاهية الحيوانية وعلى الإهتمام بالطبيعة وبالبشر. ولقد أقبلنا على دراسة هدفنا هذا من وجهات نظرِ مختلفةٍ، من منطلق التفكير ” خارج الصندوق “، كما يقال. فعندما أتى ستيف جوبز بالـ أيفون قبل بضعةِ عقود، من كان ليتوقع بأنه كان يقدّم لنا الشيء الذي قد يغيّر حياتنا بشكلٍ ما؟ لماذا لا يجوز أن ينطبق ذلك أيضًا في الإنتاج الزراعي، وبخاصةٍ في تربية الدواجن؟ لكن يجب البداية من نقطةٍ ما، ويجب أن نغيّر طريقة تفكيرنا. ما مدى الأخلاقية في الإستمرار في الإنتاج بأساليبٍ قد أعتمدناها حتّى الآن؟

يتزايد عدد سكان العالم، وتزداد معه ندرة الأراضي المتاحة للزراعة. هدفنا مع كيبستر هو إظهار أن إنتاج البيض بطريقةٍ مستدامةٍ ودائريةٍ أمرٌ ممكن، من دون إثارة المزيد من الأذى لأمّنا الأرض وإفسادها “.

 

في الداخل وفي الخارج

” هنا في مزارع كيبستر، نربّي طيورنا في بيوتٍ إستثنائية للغاية، معظمها مغطاة بألواح شمسية. بهذه الطريقة، نزوّد أنفسنا بإمدادات الطاقة الخاصة بنا بل ونقدّم الطاقة لشبكة الكهرباء العامة أيضاً “.

يشكّل نظام البيوت من نموذج لشركة “بيغ داتشمان” (Big Dutchman) البيئة المعيشية الداخلية للطيور. بالإضافة إلى ذلك، تتمتّع الطيور بفرصة الوصول إلى حديقة داخلية حيث يمكنها الحك، والإستحمام بالتراب، وحتّى الجلوس في الأشجار الاصطناعية الموجودة فيها. يقلل نظام تنقية الهواء الذكي إلى أدنى حد ممكن من انبعاث الجزيئات الدقيقة، وبالتالي يساهم في خلق مناخٍ صحّي ومريح داخل البيوت. إنّ التقنية المستخدمة هنا هي التقنية نفسها التي تطبّق داخل المستشفيات والمرائب.

طوال النهار وحتّى الفجر يتاح للطيور كذلك الوصول إلى الحدائق الخارجية، حيث أيضاً يمكنها الحك والتجول.


الدجاج البياض
الأبيض

روود: ” لقد إخترنا تربية الطيور من فصيلة ديكالب البيضاء، وذلك لأنّ هذه الفصيلة قد تم إنتقائها مع ميزات تتطابق تمامًا مع رؤيتنا. وتتّصف الطيور البيضاء بفعّالية أكثر من ناحية كفاءة التغذية وبالتالي فإنّها أكثر استدامةً من الدجاج البياض البنّية. علاوة على ذلك، فإنّ الفصيلة متمثّلة بطائرٍ هادئ، واجتماعي، يتكيف بسهولة مع الحصّة التي نطعمه إيّاها.

نصنع العلف الخاص بنا بأنفسنا، ونتقيّدِ بذلك بمراسيمٍ حازمة. ولا تستخدم كيبستر أي أرض زراعية وبالتالي، لا نستخدم أية حبوبٍ قد تكون مناسبة للتغذية البشرية. نطعم طيورنا بأعلافٍ ذات تركيبةٍ خاصة، يتم صنعها باستخدام البقايا الصادرة عن عمليات صناعة الأغذية، كالمخابز الكبيرة على سبيل المثال. كذلك، نستخدم المنتجات الثانوية من معالجة الحبوب، مثل قشر الشوفان. يتكوّن علف الدجاج الخاص بنا من بقايا الطعام، بنسبة 95%، وبنسبة 5٪ من الفيتامينات والمعادن. إنّ بصمة ثاني أكسيد الكاربون (CO2) الناتجة عن كيلوغرام واحد من علف كيبستر أقلّ بنسبة 50٪ بالمقارنة مع البصمة الناتجة عن الأعلاف العادية.

ولكن ذلك يعني أنّ صياغة هذا النوع من العلف يمثل تحدّيًا كبيرًا، إذ يجب علينا بالطبع إطعام الطيور وفقًا لمتطلّبات هذه الفصيلة. ففي نهاية الأمر، من المفترض أن يضع الطيور العدد الكامل من البيض.

لحسن الحظ، تنتج قطعان الدجاج البياض لدينا العدد المتوقع من البيض ذو نوعيةٍ جيّدة.

 

علبة البيض المستدامة

لدينا اتفاقية حصرية مع سلسلة متاجر ليدل (Lidl) في هولندا. علاوة على ذلك، نبيع بيضنا لعملاء آخرين في بلدنا من خلال مؤسسة “فيكتوريا” التجارية.

يتم تعبئة البيض المُعَدّ لـ ليدل في علبٍ زرقاء اللّون من تصميمٍ خاص، بحمولة إمّا خمس أو عشر قطع. إنّها علبة قابلة جدّاً للإستدامة، مصنوعة من نشاء البطاطا، وألياف السليلوز، والماء. بصمة الـCO2 الناتجة عنها أصغر بـ 90٪ مقارنةً مع بصمة الـCO2 لعلبة كرتون من حجمٍ مماثل. في مزارعنا، لدينا محطة تعبئة خاصة بنا.

أخيرًا وليس آخرًا، نحن لا نعدم الذكور التي تفقس عندنا في قطعان الدجاج البياض. بدلاً من ذلك، نربي الذكور حتى يبلغوا 18 أسبوعًا من العمر وثمّ نأخذهم للذبح. هذه الطيور، وكذلك الدجاج البياض المستنفد، يتم تحويلها إلى أقراص لحم الديك ونقانق الدجاجة، على التوالي. كما يتم تسويق هذه المنتجات من خلال شركة ليدل.

 

توسيع نطاق الأعمال التجارية

” بشكلٍ عام، نحن مقتنعون بأننا أحرزنا مع كيبستر منهجاً واعدًا ومستدامًا لإنتاج البيض “، يستخلص روود زانْدِرس. ” هذا شيء معترف به كذلك عبر بلدنا وفي الخارج. لقد أشادت بنا الصحف ومختلف أنواع المنظمات عبر العالم عدّة مرّات. إنتاجنا يُدرّج تحت تصنيف 3 نجوم وفقاً للجمعية الهولندية لحماية الحيوانات. وكذلك تدعمنا مؤسّسات حماية الحيوان الأخرى مثل ” وايكفُوْل أنيمال ” (الحيوان الحريص) (Wakeful Animal) و ” كومباشين يْن وُوْرلد فارْمِنغ ” (الرحمة في شأن الزراعة العالمية) (Compassion in World Farming). إنّه حقّاً شرفٌ ورضى لنا.

في الوقت الحالي، نحن بصدد توسيع نطاق أعمالنا في بلجيكا. وعلى الأرجح سندخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية قريباً أيضاً. ومع هذا، فنحن نؤمن بالفعل بأنّ كيبستر هو حلٌّ مستقبلي لإنتاج البيض في جميع أنحاء العالم! “.

Exit mobile version