نشرت مؤخّراً منظمة الأغذية والزراعة تقريرها السنوي الذي يستشرف منتجات الغذاء لعام 2024. يسلّط هذا التقرير الضوء على عدّة مشاهد من قطاع الماشية، وفيه اختلافٌ في اتّجاهات الإنتاج في المناطق المختلفة. لنتوغّل في أبرز المُكتشفات:
اتجاهات انتاج اللّحوم بشكلٍ عامّ
بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة، من المتوقّع أن يصل إنتاج البروتينات الحيوانيّة العالمي إلى 317 مليون طنّ في العام المقبل. هذا النموّ مدعومٌ من قبل أرقامٍ إيجابيّةٍ في أغلب المناطق، باستثناء آسيا، حيث يُتوقّع تراجعٌ ملحوظ بإنتاج البروتينات الحيوانيّة بسبب تراجع معالجة لحم الخنازير في الصين.
الدواجن في الطليعة
أكبر نموّ متوقّع سيكون في قطاع الدواجن، خصوصاً لحوم الدجاج. تتوقّع منظمة الأغذية والزراعة نموّاً بنسبة 0.8% من سنةٍ إلى أخرى، ما سيزيد 1.1 مليون طنّ ليصل الإجمالي إلى 146 مليون طنّ. هذا الانطلاق مندفعٌ بواسطة طلب المستهلكين القويّ، بحيث يبقى الدجاج ميسور التكلفة بغضّ النظر عن ضغوطات التضخّم الاقتصادي العالمي. ولكنّ القطاع ما يزال يواجه تحدّياتٍ عدّة، منها تفشّيات انفلونزا الطيور شديد الإمراض.
يبقى ثبات إنتاج لحم الدجاج عالميّاً رهن تغيّراتٍ محلّيّة بارزة. فالإنتاج القليل في الولايات المتّحدة قد عُوّضَ بشكلٍ ملحوظ عبر زيادة الإنتاج في الاتّحاد الأوروبّي والمملكة المتّحدة. وعلى صعيدٍ آخر، أبقت الدولتان المنتجتان للدواجن بشكلٍ كبير عالميّاً، وهما البرازيل والصين، على خطط إنتاجهما المستقبليّة دون تغيير، ما يساهم في المحافظة على التوازن في العرض العالمي.
تقدّر منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنّ إجمالي استهلاك لحوم الدواجن سيصل إلى 91 مليون طنّ عند عام 2032، وذلك بفضل النظرة المجتمعيّة لهذا الطعام، بالإضافة إلى انخفاض سعر لحم الدواجن مقارنةً مع أنواع اللحوم الأخرى وأنّه يحتوي على مزيجٍ صحّيّ من البروتين وقلّة الدسم.
ستحدّد التعديلات التعويضيّة بين كبار المنتجين والمصدّرين الثبات العامّ في انتاج لحوم الدواجن العالمي بحدود عام 2024. إضافةً إلى ذلك، سيبقى استهلاك لحوم الدواجن العالمي مرتفعاً جدّاً، ومن المتوقّع أنّ كبار المنتجين الثلاثة عالميّاً، وهم الصين والبرازيل والولايات المتّحدة، سيبقون كبار المساهمين في السوق العالميّة، بغضّ النظر عن التحدّيات الخاصّة التي تواجهها كلّ دولةٍ منها.
ارتفاعٌ في إنتاج لحم البقر
من المتوقّع اترفاع نسبة إنتاج لحم البقر بقدر 0.7% عام 2024، ما يضيف 0.5 مليون طنّ. يعود هذا الارتفاع إلى تواجد عددٍ أكبر من البقر للمعالجة. ولكن لا يُتوقّع الاكتساب الاقتصادي أن يزيدَ بشكلٍ ملحوظ بسبب ارتفاع أسعار لحم البقر.
إمكانيّات لحم الخنزير في الصين
من المتوقّع أن يتراجع انتاج لحم الخنزير عالميّاً بنسبة 0.9%، ما ينتج عنه انخفاض قدره 1.2 مليون طنّ مقرانةً بعام 2023. يرتبط هذا التراجع بشكلٍ مباشر بجهود الصين للتحكّم بازدياد العرض ولتثبيت الأسعار الداخليّة.
في المحصّلة، بالرغم من وصول الدواجن إلى الطليعة، يشهد إنتاج لحم البقر نموّاً متواضعاً، كما يشهد لحم الخنزير تحدّياتٍ في الصين. يعرض تقرير منظمة الأغذية والزراعة بصائرَ عدّة لمتّخذي القرارات، والمنتجين، والمستهلكين عند إبحارهم في بحر إنتاج اللّحوم قيد التطوّر.
المراجع موجودة عند الطلب.