أهميّة المجاثم
يُعتبر الجَثْم أو جلوس الطائر ولزوم مكانه، من التصرّفات الطبيعيّة للعديد من أنواع الطيور.
- وبسبب أهميّة هذه التّصرّفات الطبيعيّة بالنسبة للطيور، اعتمدت أوروبا أنظمَةَ تُجبِر على تجهيز أمكنة تربية الدجاج بالمجاثم.
يجب أن تحصل كلّ دجاجة بيّاضة على مساحة 15 سم على الأقلّ للجَثم (وفقاً للأمر التوجيهي الاستشاري 199/74/EC).
- ولكن تُعتبر سويسرا الدولة الوحيدة من بين الدول الأوروبيّة التي تعدّ المجثم مُتَطَلّباً وطنيّاً لدجاج التسمين وأمّهات دجاج التسمين.
تُستَعمل أغلب المجاثم في دولٍ عدّة للدّجاج البيّاض، وفي حالاتٍ أقلّ لفراخ ودجاجات التسمين.
أشارت عدّة دراسات من أواخر ثمانينات القرن الماضي أنّ استعمال المجاثم خلال فترة تنشِئَة أمّهات دجاج التسمين قد يُقلّل من إمكانيّة وضع البيض على الأرض.
- قدّم Brake (1987) تقريراً يقتضي فيه أنّ في تجربةٍ أولى، وضعت فراخ الدجاج البيّاض المربّاة على المجاثم البيض على الأرض بنسبة 3.6% مقارنةً بتلك المربّاة دون المجاثم والتي وضعت البيض على الأرض بنسبة 8.6%. أمّا في التجربة الثانية، فكانت نسبة الإفادة أصغر، بين 9.7% للفراخ المربّاة على المجاثم و 12.6% لتلك المربّاة دونها.
- أما في تجربةٍ تجاريّةٍ استُعمِلَت فيها جدّات دجاج التّسمين، أقرّ Appleby والآخرون (1986) أنّ نسبة وضع البيض على الأرض لدى دجاج التسمين البالغ من العمر 30 أسبوعاً والذي تربّى على المجاثم هي 5% فقط. أما نسبة وضع البيض على الأرض لدى الدجاج عينه ولكن المربّى دون المجاثم فقد وصلت إلى 11%.
أخذ التّرفيه بعين الاعتبار
في السنوات الأخيرة، أعيد استعراض مفهوم الجَثْم لأخذ ترفيه الطيور بعين الاعتبار. وقد تبيّن أنّ للجَثْم منافع لصحّة ساق الطيور وباطن قدمها، ومنها:
- الحركة
- التخفيف من حدّة العدوان خلال النهار
- نقر الريش
- وضع البيض على الأرض
إنّ البيض الموضوع على الأرض أكثر عرضةً للتلوّث، ما يجعله سبباً إضافيّاً لخسارة الفقس وجودة الصيصان.
استنتجت دراسة أجراها Wolc والآخرون (2021) أنّ الجَثْم والميول إلى وضع البيض على الأرض تصرّفان مُتَعَلّمان.
- يشير هذا الاستنتاج إلى أنّ إدارة الفراخ والدجاجات الشّابّة مرتبطٌ بحلّ مشكلة وضع البيض على الأرض.
- وقد وجد فريق العلماء المذكور أعلاه أيضاَ أنّ التعشيش مرتبطٌ بعاملٍ وراثيّ. وبالتالي، يمكن تعزيز عمليّة التعشيش عن طريق الانتقاء الوراثي.
وقد لوحِظ في دراستي Gehardt-Henrich والآخرون (2018) و Brandesوالآخرون (2020) أنّ أمهات دجاج التسمين تجثم أكثر خلال الليل، بغض النظر عن هويّتها الوراثيّة.
- كلتا الدراستين قارنتا هويّات وراثيّة سريعة النمو (Ross 308 و Ross708) بهويّات وراثيّة بطيئة النمو (Sasso و Ross Ranger).
- تجثم الأمهّات ذوات الهويّات الوراثيّة بطيئة النمو لفترات أطول خلال النهار، بالإضافة إلى جثمها مثل غيرها من الأمّهات خلال فترة الليل.
- وقد لاحظ Vasdal و الآخرون (2022) أنّ الفراخ من فصيلة Hubbard JA 757 تجثم أكثر من تلك من فصيلة Ross 308. ولكنّ الفصيلتان تجثمان بشكلٍ أكثر مع التقدّم بالعمر.
بعض الاعتبارات
- يبدأ الجثم عند بعض الأمّهات على عمر الخمسة أسابيع، ليصل ذروته في عمر العشرين أسبوعاً، ليعود وينقص بعد الأسبوع الخامس والثلاثون.
- يُقدّر حجم مكان الجثم المثالي للأمّهات بحوالي الـ14 سم لكلّ طائر.
- وقد تمّ فحص عدّة أنواع من المجاثم لفراخ الأمّهات، وكان الاستنتاج أنّ الفراخ لا تفضّل نوعاً معيّناً أو ارتفاعاً معيّناً للمجاثم.
- أُعطِيَت الأفضليّة الوحيدة الملاحظة للمجاثم التي ترتفع 5.5 سم عن المصاطب أو الأرضيّة.
- تستطيع فراخ الأمّهات أن تختار سواء تريد الجثم على المجاثم أو المصاطب أو خطوط المشارب أو فوق عِلب الأعشاش إذا سمحت المعدّات بذلك.
المجاثم مقابل المصاطب المرتفعة
تفضّل الدجاجات المتقدّمة بالعمر المساحات الواسعة والملساء للجثم عليها.
فعند مقارنة المجاثم بالمصاطب المرتفعة، نجد أنّ للمصاطب منافع أكثر لأمّهات الدجاج.
- وقد لاحظ Van der Oever والآخرون (2021) أنّ دجاجات فصيلة Ross 308 الشابّات (أي التّي يتراوح عمرها بين الـ25 و31 أسبوع) والتي تعيش في أخمامٍ تحتوي على مصاطب مرتفعة لديها انخفاض بسلوك التزاوج وتضَع بيضاً على الأرض بنسبة أقلّ مقارنةً بالدجاجات التي تعيش في أخمام مصاطبها أقرب للفراش.
- يشير Annemarie Mens و Rick van Emous (2022) في تقريرهما أنّ أمّهات الدجاج من فصيلة Ross 308 والتي يتراوح عمرها بين الأربعين والسّتّين أسبوعاً تجثم غالباً على المصاطب (51.5 ± 1.4%)، تليها المجاثم (23.9 ± 1.2%) فخطوط المشارب (11.2 ± 0.7%) فعِلب الأعشاش (9.2 ± 0.7%) والفراش أخيراً (4.2 ± 0.8%).
- وقد أشارا إلى أنّ 80% من الدجاجات كانت تجثم في المكان عينه في كلّ من العشرين معاينة التي أُجرِيَت خلال التجربة التي امتدّت عشرين أسبوعاً.
- تشير هذه البيانات أنّ أمهات الدجاج تجثم دائماً في المكان المفضّل لديها.
- وقد أشار Vasdal والآخرون (2022) أنّ الدجاجات التي يتراوح عمرها بين العشرين والخمسين أسبوعاً تستعمل المجاثم أيضاً. ولكنّ المجاثم الأكثر شعبيّة بين تلك الدجاجات هي تلك الموضوعة على مصاطب مرتفعة.
- في المعدّل، تجثم 6.7 دجاجة على كلّ مترٍ من المجاثم، ما يتَطَلّب 15 سم من المجاثم لكلّ دجاجة.
- نادراً ما تستعمل الديوك المجاثم.
منافع ومشكلات الجَثْم
- يُعتبَر الجَثْم تصرّفاً طبيعيّاً يقوّي عضلات الساق، ويحسّن ترسيب المعادن في العظام، بالإضافة إلى تقوية الإدراك المكاني وتقليل الخوف.
- لكنّ أغلب تشوّهات عظام العارضة وكسورها تحصل للدجاجات التي تبيض بيض المائدة والتي تربّت في ظروفٍ تجاريّةٍ استُعمِلت فيها المجاثم.
- وقد لاحظ Gerhardt-Henrich والآخرون تفاقم مشكلة عظام العارضة عينها في أمّهات فصيلة Sasso (40%) مقارنةً بأمّهات فصيلة Ross 308 (15%).
- قد تحمي عضلات الصدر الكبرى لدى الأمهات عاليات المردود عظام العارضة.
- ولكن، لم يلاحظ Vasdal والآخرون (2022) لاستعمال المجاثم أيّة آثار سلبيّة على عظام فراخ الأمهات التي تستعملتها.
- بالمقابل، ذكر Mens و van Emous (2022) أنّ العدد الأكبر من بثور الصدر قد لوحِظت على الدجاجات من فصيلة Ross 308 التي كان عمرها ستّون أسبوعاً وكانت تجثم على خطوط المشارب مقارنةً بتلك التي كانت تجثم على المصاطب.
- ولكنّ ريش الدجاجات الجاثمة على المصطبات كان أسوء من ريش الدجاجات التي استعملت المجاثم.
- لاحظت دراساتٌ عدّة انخفاضاً بالاصابة بالتهاب جلد باطن القدم والتهاب جلد القدم (bumblefoot) لدى فراخ الأمّهات والدجاجات التي لديها مجاثم. ولاحظ Gehardt-Henrich والآخرون (2017) انخفاض نسبة موت الدجاجات عند ارتفاع الحرارة في الأخمام المجهّزة بالمجاثم.
- ولكن في دراساتٍ أخرى استُعملت فيها المجاثِم، لم تُلاحظ أيّة تأثيرات للمجاثم ذات قيمة على وضع البيض أرضاً، أو انتاج البيض، أوالفقس، أو خصائص نموّ السلالة.
الاستنتاجات
- قد يمنح تجهيز الأمّهات بالمجاثم منافع الرفاهيّة المتوقّعة.
- ينتج عن استعمال المجاثم في مرحلة التربية منافع عدّة على صحّة الدجاج والتقليل من وضع البيض على الأرض.
- ولكن هناك عوامل أخرى تلعب أدواراً أهمّ في تفادي وضع البيض على الأرض، منها تأقلم الفراخ على مساكن الإنتاج، وارتفاع المصاطب، والتردّد المتكرر لجمع البيض عن الأرض في المرحلة الأولى.