حالياً، تُعدّ حبوب فول الصويا من البذور الزيتية الأكثر زراعةً لأجل إستخراج الزيت. وفي الوقت نفسه، لقد أصبحت مُنتجاتها مصدراً مثالياً للأعلاف الحيوانية. بناءً على طريقة المعالجة المستخدمة، يمكنك الحصول على:
- مسحوق فول الصويا المصنوع عن طريق الإستخلاص بالمذيبات.
- فول الصويا المعالج بالبثق.
- حبوب فول الصويا المحمّصة الكاملة.
- حبوب فول الصويا الكاملة المعالجة بالبثق.
قد تكون هناك إختلافات بين هذه المنتجات، وذلك يعتمد على ما إذا تمّ أو لم يتم إزالة قشور فول الصويا خلال العملية السابقة لتلك للإستخلاص بالمذيبات أو البثق، وعلى تفاصيل أخرى الخاصة بعملية معالجة الحبوب. إنّ شامل هذه المُنتجات هي حاليًا شائعة الإستخدام في أعلاف الدواجن.
كما يوجد هناك عمليات أخرى مثل micronization (عملية تقليل قطر الجسيمات الصلبة) والتخمير والتي بقدرتها تحسين الهضم والزيادة من تركيز المغذيات. إنّه لهذا السبب يُطلق على هذه المُنتجات الإسم مركّزات فول الصويا، ولا تُستخدم هذه المنتجات بصورة شائعة في تربية الدواجن.
ومع ذلك، يتم العثور عليها في نهاية المطاف في بعض الخلطات العلفية البادئة وفي أنظمة عضوية الإنتاج. قد تتراوح نسبة البروتين في مركّزات فول الصويا التي تم الحصول عليها بواسطة عملية التخمير بين 52% و55%، كما أنّها قد تحتوي على كمية أقلّ من العوامل المضادة للتغذية، مثل مثبّطات الترِبسين والسكريات قليلة التعدّد.
من خلال عملية الـ micronization يصبح من الممكن الحصول على مركّزات فول الصويا تبلغ نسبة البروتين الخام فيها 51% والقابلية للهضم 93%. يتم تحقيق ذلك بواسطة عملية التقليص الميكانيكي لحجم الجسيمات إلى ما بين 50 و 250 ميكرومتر (μm) وكذلك معالجة حرارية منخفضة الحرارة، عادةً بإستخدام الأشعة تحت الحمراء لفترة زمنية مطولة. بيد أنّ هذه العمليات ليست شائعة الإستعمال وبالتالي نادراً ما تُستخدم المنتجات الناتجة عنها في تغذية الدواجن.
مسحوق فول الصويا
يبقى مسحوق فول الصويا المستخلص بإستخدام المذيبات من المصادر الأكثر شيوعًا للبروتين والأحماض الأمينية وأكثرها إستقراراً من حيث التركيب.
يتمّ إنتاجه بكميات أكبر وبشكل عام يكون تسعيره تنافسياً بدرجة أكبر بالمقارنة مع المكونات الأخرى عندما يأتي الأمر إلى أعلاف الدواجن. إن محتواه من الأحماض الأمينية وتوازنه الغذائي، بالإضافة إلى إنخفاض مدى تنوّعه، يجعله مثاليًا للإدراج في خلطات علفية للدواجن بمستويات أعلى من تلك لغيرها من مكونات نباتية أو مواد الخام.
- الولايات المتّحدة الأمريكية
- البرازيل
- الأرجنتين
- باراغواي
- الهند
إنّ لبلد المنشأ تأثير كبير على تركيب فول الصويا الغذائي وقيمة طاقته الغذائية. إنّ التركيب الوراثي للبذور يبقى دائماً هو العامل الأساسي للتباين فيها، ومع ذلك فأنه من الممكن حتى لحبوب فول الصويا من نفس الصنف الجيني أن تتّصف، إعتماداً على طبيعة التربة والمناخ المهيمنة في منطقة نموّها، بترسيب مختلف للمغذيات وتطوّر لعوامل مضادة للتغذية.
تواصل بعد الإعلان.
يؤثر خط العرض على عدد ساعات النهار المتاحة للنبتة أثناء نموها وبالتالي بقدره أن يكون عاملاً مهمًا في تحديد قيمتها الغذائية. تحتوي حبوب فول الصويا من البرازيل وباراغواي، اللذين ينتميان إلى مناطق شبه إستوائية، على زيوت والبروتين الخام بقدر أكبر وسكّريات بقدر أقلّ مقارنةً بتلك الآتية من الأرجنتين والولايات المتّحدة الأمريكية. إنّ حبوب فول الصويا البرازيلية كذلك تحتوي على قدر أكبر من ألياف المنظفات المحايدة والحديد.
مع الحوافز التي تقدمها الحكومة الأمريكية لصالح إنتاج الديزل الحيوي، بات إستخراج زيوت فول الصويا في الولايات المتّحدة يزداد بوتيرة سريعة. وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، قد ينمو إنتاج مسحوق فول الصويا ليبلغ 49.35 مليون طن.
إنّ صادرات الولايات المتّحدة من مسحوق فول الصويا من الممكن أن ترتفع بمقدار 907 مليون طن لتبلغ 13.43 مليون طن هذا العام. وبينما أنّه من المرجّح أن تحصل هناك زيادة في كمية مسحوق فول الصويا، فأن كمية حبوب فول الصويا المتوفرة للبثق قد تنخفض. بالتالي، هذا العرض التقديمي سوف يركّز على موضوع مسحوق فول الصويا.
التركيب والقابلية للهضم
يتراوح محتوى مساحيق فول الصويا من البروتين من 44 إلى 48.5% ويضمن شامل الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية بمستويات عالية، باستثناء الأحماض الأمينية الكبريتية. إنّ الأحماض الأمينية الموجودة في مساحيق فول الصويا، بترتيب تركيزها، هي كالآتي:
- حمض الغلوتاميك
- حمض الأسبارتيك
- أرجنين
- ألانين
- غليسين
- سيرين
- برولين
ويحتوي مسحوق فول الصويا على مستويات عالية من الأحماض الأمينية الأساسية الآتية:
- ليوسين
- لايسين
- إيزوليوسين
- فالين
- ثريونين
- تَيْروسين
- فينيل ألانين
- هِيستيدين
إنّ محتوى فول الصويا من الأحماض الأمينية الأساسية لا يتناسب مع مستوى البروتين الموجود فيه إذ قد تحتوي حبوب فول الصويا على العديد من مركبات نيتروجينية غير البروتينية. إنّ قابلية الأحماض الأمينية الموجودة في مساحيق فول الصويا للهضم تختلف ما بين الأحماض الأمينية نفسها ووفقًا لأساليب التحديد (الجدول 1).
مع ذلك، يُعدّ محتوى فول الصويا من الأحماض الأمينية من بين الأعلى ضمن مصادر بروتين النباتية. العامل الآخر الذي يؤثر على المحتوى من الأحماض الأمينية وقابليتها للهضم هو منشأ حبوب فول الصويا و أسلوب المعالجة الحرارية المستخدم. إنّ نشوء مثبطات الترِبسين نتيجة النقص في المعالجة أو تفاعلات ميلارد نتيجة المعالجة الزائدة أو درجات الحرارة المفرطة قد يؤثر سلبًا على قابلية الأحماض الأمينية للهضم.
الجدول 1. محتوى من الأحماض الأمينية وقابليتها للهضم في مساحيق فول الصويا
المصادر: 1 AMINODat 5.0 Evonik؛ 2 جداول حول التركيب والقيمة الغذائية للمواد العلفية لمعهد الوطني للبحوث الزراعية (INRAE)، https://www.feedtables.com
قيمة الطاقة الغذائية
كذلك، توفر مساحيق فول الصويا ما بين 20 و 30% من الطاقة الأيضية في أعلاف الدواجن. وتشير المعادلات الجديدة لتقدير الطاقة الغذائية لمساحيق فول الصويا إلى أن قيمتها تعتمد على كمية البروتين القابل للهضم، وكمية الدهون المستخلصة بالإيثر أو حصة الدهون، ومحتوى من السكروز، وكذلك السكريات قليلة التعدّد القابلة للتخمير. تتراوح قيم الطاقة الغذائية لحبوب فول الصويا ما بين 2120 و 2450 كيلو كالوري من الطاقة الأيضية الظاهرية (AME) للكيلوغرام الواحد. مع ذلك، قد يتأثر مستوى الإستفادة من العناصر الغذائية وتحويلها إلى الطاقة نتيجةً للعوامل مضادة للتغذية الشائعة والموجودة في جميع النباتات، وبخاصةٍ في البذور الزيتية.
العوامل المضادة للتغذية
من بين هذه العوامل الغذائية: الفيتات، مثبطات الترِبسين، السكريات المتعدّدة غير النشوية (non-starch polysaccharides وبالمختصر NSPs)، الصابونينات، الليكتينات، السكريات قليلة التعدّد، والإستروجينات النباتية. تتّصف مثبطات الترِبسين والليكتينات بكونها حساسة للحرارة، وبقدرة المعالجة الحرارية التخفيف من حضورها. من ناحية أخرى، ليس هناك تأثير للحرارة على المكونات القابلة للذوبان كالسكريات القليلة التعدّد مثل الرافينوز والستاكيوز.
يبلغ تركيز السكريات قليلة التعدّد في مساحيق فول الصويا حوالي 10%، المقسّمة إلى 5% للسكروز، 4% للستاكيوز، و 1% للرافينوز على وجه التقريب. يتراوح تركيز الـ NSPs بين 15% و 25% ويتكون من بوليمرات السليولوز، ومركّبات من فصيلة الهيميسليلوز (بنتوزانات، وأرابينوكسيلانات، والكسيلانات، وبيتا غلوكانات)، والسكريات المتعدّدة من فصيلة البكتينات (غلوكومانانات، وغالاكتومانانات، وأرابينانات، والسيلوغلوكانات، والغالاكتانات).
من الممكن كذلك تقسيم الـ NSPs إلى الحصص القابلة للذوبان (3-4%) وتلك غير القابلة للذوبان (8-15%). تتضمّن الـ NSPs غير القابلة للذوبان بوليمرات السليولوز وبعض الهيميسليلوزات، بينما الحصة القابلة للذوبان منها فتتكون من البكتينات وعناصر من فصيلة الهيميسليولوز. بقدرة مستويات عالية من الـ NSPs القابلة للذوبان التقليل من قابلية الأحماض الأمينية للهضم، ومن القدرة على إستيعاب معادن ودهون. يرجع هذا التأثير إلى تكاثر هذه المركبات في الجهاز الهضمي، مما يتداخل مع عملية إستخدام العناصر الغذائية.
إنّه من الشائع جدّاً القيام بتحليلات تقريبية لحبوب فول الصويا وإجراء تقييمات لمحتواها من الأحماض الأمينية. مع ذلك، قد يختلف التقدير لقيمة الطاقة الغذائية بحسب المعادلة المستخدمة.
في حال تقييمات القابلية للهضم، يتم بالعادة إستخدام معاملات ثابتة قد تمّ تحديدها عن طريق دراسات بحثية. إلا أنّه، في الحقيقة، قد تختلف هذه المعاملات وفقاً لمجموع العوامل المذكورة أعلاه. أما تقييمات السكريات قليلة التعدّد والـ NSPs فتكون أقّل شيوعاً.
لقد تم تطوير منحنيات المعايرة للـ NIRS (التنظير الطيفي للأشعة القريبة من تحت الحمراء) بإستخدام بيانات ناتجة عن إختبارات ”في الأحياء“ (in vivo) لتقدير قيم الطاقة الأيضية الظاهرية (AME و AMEn) ومعاملات القابلية للهضم للأحماض الأمينية. وبكلام آخر، فأنّ هذا الأسلوب لتقدير الطاقة الغذائية لا يعتمد على معادلات مبنية على مركبات كيميائية فردية. تنتمي واحدة من تلك منحنيات الـ NIRS للمعايرة إلى خدمة PNE الخاصة بشركة Adisseo.
لقد تم إستخدام هذه خدمة التنظير الطيفي على نطاق واسع حول العالم وهي تشتمل على وفرة من البيانات حول مساحيق فول الصويا من مختلف المصادر. بالتعاون مع Adisseo، قمنا بإستكشاف قاعدة بياناتهم العالمية والتي تحتوي على 77,621 عينة لمساحيق فول الصويا من الأرجنتين، والبرازيل، والولايات المتّحدة الأمريكية. لقد قمنا بتحديد مستوى التباين في عينات مسحوق فول الصويا بين عامي 2018 و 2021 من حيث المحتوى من الطاقة الغذائية، والأحماض الأمينية، وكذلك قابلية الأحماض الأمينية للهضم.
بالرغم من وجود تباين في العينات بين الأعوام المختلفة، فقد لاحظنا وجود هناك إختلافات في العينات من حيث البلدان. وبالفعل قد تم الإبلاغ عن هذه الإختلافات في مقالات علمية عديدة صدرت عن دراسات بحثية التي إستخدمت عينات مختارة قامت بتحليلها في مختبرات مختلفة.
وقد تم الملاحظة من خلال نتائج تحليل الـ NIRS أن مسحوق فول الصويا البرازيلي كان لديه القيم الأعلى للبروتين الخام والدهون والألياف الخام، ولكنه أتّصف بالقيم الأدنى للـ AME (الطاقة الأيضية الظاهرية، الشكل 1) والـ AMEn (الطاقة الأيضية الظاهرية المعدّلة لمحتوى النيتروجين). وأتّصف مسحوق فول الصويا الآتي من الولايات المتّحدة بأعلى مستويات الطاقة (AME و AMEn) وبقيم متوسّطة للبروتين الخام، والدهون، والرماد، والألياف الخام.
إتّصف مسحوق فول الصويا البرازيلي بأعلى مستويات من اللايسين (Lys)، وفالين (Val)، وإيزوليوسين (Ile)، وليوسين (Leu)، وفينيل ألانين (Phe)، وهِيستيدين (His). أما مساحيق فول الصويا الأرجنتينية فإحتوَت على قدر أكبر من الأحماض الأمينية الكبريتية، وكذلك من ثريونين (Thr) وتريبتوفان (Trp)، ولكنها أتّصفت بمستويات أقل لـ Lys، و Val، و Ile، و Leu، و Phe، و His، وكذلك أرجينين (Arg).
كان لمسحوق فول الصويا من الولايات المتّحدة التركيزات الأعلى للّايسين والأحماض الأمينية الأساسية (الشكل 2) بالنسبة لمستوى البروتين الموجود، والنسبة الأعلى لقابلية للهضم لجميع الأحماض الأمينية باستثناء لايسين، ليوسين، هِيستيدين، وأرجينين.
إتّصف مسحوق فول الصويا البرازيلي بقابلية للهضم الأعلى في حال لايسين وإيزوليوسين، وبقابلية للهضم المتوسّطة للأحماض الأمينية الكبريتية، وتريبتوفان، وفالين، وفينيل ألانين، وكانت القابلية الأدنى للهضم فيه هي للّثريونين، وليوسين، وهِيستيدين، وأرجينين. وإتّصف مسحوق فول الصويا الأرجنتيني بأدنى القابلية للهضم للّايسين.
إنّ محتوى كل العناصر الغذائية يبدو أن يختلف، وليس هناك إتسّاق في إتجاه هذه الإختلافات بين البلدان المختلفة. قد يبدو هذا مربّكاً حتى أنّه قد يخلق إحساساً بوجود هناك عدد كبير من تغيّرات التي، مع ذلك، تكون أقلّ أهمية. وقد تمّ ملاحظة الظاهرة نفسها في أبحاث علمية نشرت على مدى العشرين سنة الماضية.
الشكل 1. القيم المتوسّطة للطاقة الغذائية (الطاقة الأيضية الظاهرية (AME) بالكيلو كالوري/كغ) لمساحيق فول الصويا (نسبة المادة الجافة 88%) من الأرجنتين، والبرازيل، والولايات المتّحدة التي تمّ الحصول عليها بواسطة تقنية الـ NIRS قدّمتها خدمة التنظير الطيفي لشركة Adisseo بين عامي 2018 و 2021.
مع ذلك، عند إستخدام شامل القيم في مصفوفة المكونات الغذائية ضمن البرنامج لصياغة الأعلاف بمعالم التكلفة الدنيا، فأنّه يصبح من الممكن إستبصار النتيجة النهائية. فقد قمنا بإجراء عدّة تمارين مختلفة لصياغة الأعلاف لدجاج التسمين والبيّاض، وسيتم تقديم هذه النتائج في مؤتمر LPN وكذلك في مقالة ضمن مجلّة NutriNews LATAM (الطبعة الخاصة بأمريكا اللاتينية).
في الخلاصة، كان مسحوق فول الصويا من الولايات المتّحدة من ذوي القيمة الغذائية الإجمالية الأفضل على نحو مستمرّ، مما يسمح بتخفيض تكلفة الخلطات الغذائية للدواجن.
الشكل 2. كمية اللايسين والأرجينين كنسبة مئوية من كمية البروتين الخام في مساحيق فول الصويا الأرجنتينية والبرازيلية والأمريكية، وفقاً لما حددّه نظام الـ PNE من شركة Adisseo بواسطة تقنية الـ NIRS في عيّنات تم جمعها بين عامي 2018 و 2021.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت إختبارات متعدّدة قد تم إجرائها مع الدجاج وجود إستجابات أفضل في تلك المجموعات التي تم فيها تغذية الطيور بأعلاف تحتوي على مسحوق فول الصويا من الولايات المتحدة. ويمكن أن تعزى هذه الإستجابات كذلك إلى كون حجم الجسيمات أدقّ على نحو مستمرّ، بالعادة حوالي 1100 ميكرومتر. يُعدّ حجم الجسيمات الأخشن هذا مؤاتياً لإستخدام أفضل للطاقة الغذائية ولتقليل مشاكل المتعلّقة بمثبّطات التربسين.
كذلك، تمّ الملاحظة أن مساحيق فول الصويا من الولايات المتّحدة هي التي تتّصف، من بين شامل المصادر الأخرى التي تم تقييمها، بأدنى التركيزات لعديد من السموم الفطرية الموجودة. لقد تمّ نشر هذه النتائج مؤخرًا في مقالة آخرى ضمن مجلة AviNews LATAM (الطبعة الأمريكية اللاتينية).
إنضمّ إلى جماعتنا لتربية الدواجن
إحصل على النسخة الرقمية للمجلّة مجانًا
إبقى مع الأحداث من خلال رسائلنا الإخبارية
PDF إمكانية الوصول إلى المقالات بنسق الـ