أكّدت السلطات المختصّة بالصحّة في ولاية كولورادو الأميركيّة خمس حالات إصابة بانفلونزا الطيور H5N1 في عمّالٍ استجابوا للتفشّي في منشأة دجاج بيّاض تجاريّة. وقد تحقّقت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أربعة من تلك الحالات، بينما تبقى الحالة الخامسة معتبرة إيجابيّة وبانتظار التحقّق.
تفاصيل التفشي
كان العمّال المصابون مسؤولون عن حملة الذبح الدواجن في مزرعة في شمالي شرق كولورادو. بالرغم من إظهارهم عوارض خفيفة، منها التهاب الملتحمة (المعروفة أيضاً بالعين الورديّة) وعوارض تنفّسيّة، لم يحتج أيٌّ من المصابين إلى النقل إلى المستشفى.
أثارت هذه الحالات الحديثة في كولورادو قلقاً بالغاً بين السلطات الصحّيّة. يُعتقد أنّ هؤلاء الأشخاص الخمسة، الذين لم تُنشَر هوّيتاهم بسبب الخصوصيّة، قد التقطوا الفيروس من خلال التعرّض المباشر لدواجن مصابة. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تمّ التعرّف على هذه الحالات ضمن حملات المراقبة الدوريّة وتفحّص الأشخاص المعرّضين لطيور لربّما مصابة.
التنسيق والتحقيق
ركّزت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أهميّة رصد الفيروس مبكراً والاستجابة لاحتواءه. “أولويّتنا هي ضمان صحّة وسلامة العامّة” صرّحت الدكتورة في مؤتمر صحفي. “نعمل عن كثب مع الولاية ومراكز الصحّة المحلّيّة للتعرّق على مرجع الإصابة وتفادي الإنتشار”.
تعاون قسم كولورادو للصحّة العامّة والبيئة مع قسم الزراعة في الولاية نفسها بالإضافة إلى مركز العمليّات الطارئة في الولاية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للتحقيق في التفشّي. يبقى التحقيق جارياً مع الدعم المستمرّ من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
سلامة استهلاك منتجات الدواجن
تشدّد السلطات المعنيّة بالصحّة أنّه من الآمن استهلاك منتجات الدواجن التي تمّ التعامل معها وطهيها بالشكل المناسب. فالطهي الجيّد يقتل البكتيريا والفيروسات، ومن ضمنها فيروسات انفلونزا الطيور. إن كنت تعمل مع بقر الألبان أو الدواجن وبدأت بالشعور بعوارض شبيهة بنزلات البرد، عليك بالتوجّه إلى الطبيب بسرعة.
التداعيات العالميّة
تعدّ حالات كولورادو وسائل للتذكير بالتهديد الذي يشكّله انفلونزا الطيور. فبينما يبقى الخطر الحالي على عامّة الشعب منخفض، يبقى احتمال تحوّر الفيروس واكتسابه القدرة على الانتشار بشكلٍ أسرع بين البشر خطراً أكبر. قد يؤدّي هذا السيناريو إلى جائحة عالميّة مع تداعيات عسيرة.
تراقب منظّمة الصحّة العالميّة ومنظّمات عالميّة أخرى تعنى بالصحّة الوضع في كولورادو عن كثب لتقديم الدعم اللازم في حال الاحتياج إليه. يذكّر الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة، بأهميّة التعاون العالمي للتعاطي مع الأمراض حيوانيّة المنشأ. “لا تستطيع أيّة دولة مكافحة المخاطر وحدها”، هذا ما قاله. “يجب أن نعمل سويّاً على تقوية مراقبتنا وأبحاثنا والقدرة على الاستجابة لتفادي التفشيات المستقبليّة”.
الخلاصة
يبقى التعرّف على حالات H5N1 في كولورادو كتذكير عن الخطر دائم الوجود الذي تشكّله الأمراض حيوانيّة الأصل. يبقى تحرّك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على التحقيق واحتواء تلك الحالات شاهداً على قوّة البنى التحتيّة العائدة للصّحّة العامّة، ولكن يبقى هناك حاجة لجهود مستمرّة لتفادي التفشيات المستقبليّة الممكنة. مع ابحارنا في بحر هذه التحدّيات، يبقى التعاون العالمي والاستثمار بالصحّة العامّة أساسيّاً لبناء مستقبلٍ أأمن وأكثر صحّة للجميع.
المراجع مودودة عند الطلب.