التغذية الحيوانية

التانين المكثّف والسموم الفطريّة في الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي: تحدٍّ جديد للتخطّي في إنتاج الدواجن

لقراءة المزيد من المحتوى حول aviNews Arabic June 2024

لطالما كان تطوير طُرُق تربية الدواجن والخنازير مع خصائص الانتاج المكثّف مدعوماً من قبل تأسيس دائرة يتخلّلها إنتاج علفٍ متوازنٍ على نطاقٍ واسعٍ.

وفي المقابل، تُبنى الأعلاف المتوازنة على استعمال الذرة كعنصرٍ أساسيّ للطاقة في العلف، مع أفضليّة خاصّة على باقي الحبوب، بحيث أنّها لا تحتوي على مضادّات التغذية ضمن عناصرها.

 ولكن، منذ سبعينات القرن الماضي، تمّ إدراج حبوب أخرى في تركيبة الأعلاف التجارية للدواجن والخنازير.

  • في أميركا الجنوبيّة، وخصوصاً في فنزويلا، تُستعمل الذرة البيضاء، بعد الذرة الصفراء، كنوع حبوبٍ آخر في الأعلاف الصناعيّة المتوازنة.
  • تحتوي معظم الذرة البيضاء على تانين مكثّف (أو أعفاص مكثّفة) ضمن عناصرها، والتي تمّ ربطها في الحيوانات غير المجترّة بتداعياتٍ سلبيّة على هضم وأيض المغذّيات.

يسلّط هذا التقرير الضوء على مبادئ متعلّقة بعلم سموم الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي، مع التركيز على جوانبها الداخليّة والخارجيّة.

sorghums

الرسم 1. حبّة الذرة البيضاء وغلاف البذرة.

علم سموم الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي

تعطى تسمية “الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي” بسبب وجود طبقة واضحة من الخلايا مسمّاة بغلاف البذرة (Rooney and Miller, 1981; Rumbos, 1986). تتواجد هذه الطبقة وتشتدّ صبغتها في المراحل الأولى من تكوين الحبّة.

من وجهة نظر كيميائيّة، يمكن تصنيف المركّبات متعدّدة الفينول تحت ثلاثة تصنيفات:

تواصل بعد الإعلان.

الأحماض الفينوليّة الموجودة في جميع مستنبتات الذرة البيضاء وأغلبيّة مركّبات الفلافونويد الساحقة، بوقت أنّ التانين، وبشكلٍ خاصّ المكثّفة منها، موجودةٌ في الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي فقط، وهي تحتوي على غلاف بذرة مصبوغٍ ومقاومٍ لهجوم العصافير والتحلّل الإنزيمي (Hahn et al., 1984).

التانين

تعدّ التانين بوليميرات فينوليّة معقّدة تشكّل بعضاً من منتجاتٍ طبيعيّةٍ متعدّدةٍ وشاسعة التوزّع في عددٍ كبيرٍ من الخضراوات، ومنها الأشجار والفاكهة والحشائش.

 يعدّ وجودها في الحبوب نادراً، وفي حالة الذرة البيضاء، فهي تتواجد في تلك المستنبتات ذات النمط الجيني البنّي (Mehansho et al., 1987a).

التانين القابلة للتحلّل في الماء

جعل بحث Hahn والآخرون (1984) من الممكن التفريق بين مجموعتين كبيرتين:

ويعدّ حمض التانين أبرز ممثّلي هذه المجموعة، والذي بدوره ينفتح على مقوّماته الخاصّة: سكّرٌ ما وحمضٌ فينوليٌّ (حمض الغاليك أو حمض الإيلاجيك) عند تعرّضه للمعالجة بمحلولاتٍ حمضيّة أو قلويّة أو بإنزيمات تحلّل بالماء مثل التّنّاز.

التانين المكثّفة

هي بوليمرات فينوليّة عالية الكتلة الموليّة (500 إلى 3000 دالتون)، وتذوب بالماء نتيجة تكثيف الفلافانولات أو وحدات الكاتيشين المعروفة أيضاً بالبروأنثوسيانيدين (Salunkhe et al., 1982).

الرسم 2. بنية بوليمر البروأنثوسيانيدين (التانين المكثّف). المصدر: معدّل من Gupta وHaslam (1979).

التأثير السمّي الخارجي: مستقلبات فطريّات المجهر

تتواجد الفطريات كملوّثات طبيعيّة من داخل النباتات، وتلك العائدة إلى الذرة البيضاء بشكلٍ خاصّ، مهمّة للغاية لأنّها، بالإضافة إلى التأثير السمّي الداخلي للحبّة الناتج عن وجود التانين المكثّف، تمّ إدخال عنصر سامّ جديد.

عند إنتاجها في حبوب الذرة البيضاء، يُمكن ابتلاع هذه السموم الفطريّة من خلال العلف، ما يتسبب في اختلالٍ في الوظائف العضويّة في الطيور، ما يؤثّر سلباً على الصحّة بشكلٍ عام وعلى وتيرة الإنتاج.

sorghums

في حيوانات الإنتاج، وخصوصاً الدواجن والخنازير، تعدّ التأثيرات الناتجة عن تناول الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي عالية التانين والملوّثة بالسموم الفطريّة غير معروفة حتّى الآن لأنّ مجهود الأبحاث الذي يركّز على هذا النوع من الذرة البيضاء بالتحديد يدرس تأثيرات التانين المضادّة للتغذية.

 

علم سموم الثلاثيّة السبب – التأثير – الاستجابة

يمكن تعريف الثلاثيّة السبب – التأثير – الإستجابة كحركة العنصر المسبب على الأجهزة البيولوجيّة، ما يسمح بنشوء تأثيرٍ ما يُعبّر عنه عن طريق استجابة أو ظهورٍ يمكن قياسه أو رؤيته (Jaramillo, 2005).

الصورة 1. فطريات المجهر. أطباق بتري تحتوي على أغار المانيتول والملح وأغار ديكلوران روز بنغال كلورامفينيكول بعد ثمانية أيام من التحضين. المصدر: الدكتورة مارتا خاراميّو (1999-2018)

في الوقت الحالي، من المعروف أنّ في الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي:

التانين المكثّفّ
السمّيّة الأيضيّة

لا يبدو من الممكن امتصاص التانين المكثّف بشكلٍ مباشر. ربّما ذلك لا يحصل بسبب الحواجز التشريحيّة و، بشكلٍ أدقّ، بسبب الحجم الكبير لبوليمرات التانين، التي لا تتحلّل بواسطة إنزيمات الجهاز الهضمي لتصل إلى منتجها الأخير.

ولكن، تمّ ربط بعض أدلّة سميّة الأيض للتانين المكثّفّ وغيره من المركّبات الكيميائيّة الموجودة في حبوب الذرة البيضاء مثل:

من المعروف أنّ هذا الإنزيم يتدخّل في عمليّة إزالة سمّيّة المركّبات الفينوليّة. بناءً على ذلك، قد يشير ازدياد نشاط هذا الإنزيم إلى امتصاص التانين المكثّف من خلال الجدار المعوي.

sorghumsوفي هذا المجال، أظهرت دراسات Jaramillo (1992) تغيّراتٍ في شكل وكيمياء أنسجة الجهاز الهضمي في دجاج التسمين الذي تلقّى علفاً يحتوي على مستوىً عالٍ من تانين الذرة البيضاء.

مستقلبات فطريّات المجهر

تعدّ أبحاث Jaramillo وWyatt (2000أب، 2001أب، 2002أب، 2003أب، 2004أب) كرائدة دراسات ثلاثيّة السمّيّة في حبوب الذرة البيضاء، وتسلّط الضوء على أنّ عناصر الثلاثيّة قد تتمثّل من خلال:

فتحت هذه الثلاثيّة مجالاً مشوّقاً للتحقيق.

sorghums

الخلاصة

في دراسة سميّة الذرة البيضاء ذات النمط الجيني البنّي، تسمح وجهة نظر مبدأ الثلاثيّة: محتوى التانين المكثّف – التلوّث بفطريّات المجهر – القدرة السمّيّة لفطريّات المجهر بتقييم سميّة الحبوب بشكلٍ أدقّ وأكثر تمثيلاً بالإضافة إلى حالات التلوّث التي تحصل في الحقل وعلى مستوى التخزين وتأثيرها على الطيور والخنازير عندما يولّدون استجابة عكسيّة لوظيفة الأعضاء والأجهزة المختلفة؛ بما يؤثّر بشكلٍ أكبر على الطيور الشابّة.

يقودنا استيعاب السمّيّة إلى تغذية حيوانيّة وإعلاف أكثر فعاليّة وعقلانيّة.

Source: Dr. Marta Jaramillo (2016)

المراجع موجودة عند الطلب.

 

إنضمّ إلى جماعتنا لتربية الدواجن

إحصل على النسخة الرقمية للمجلّة مجانًا
إبقى مع الأحداث من خلال رسائلنا الإخبارية
PDF إمكانية الوصول إلى المقالات بنسق الـ

إكتشف
AgriFM - البودكاست لقطاع الثروة الحيوانية باللغة الإسبانية
agriCalendar - تقويم أحداث العالم الزراعيagriCalendar
agrinewsCampus - دورات تدريبية لقطاع الثروة الحيوانية